قصيدة يا عاشق صون اهواك لقدور العلمي مع الشرح المفصل

خماسة : أ عاشق صون اهواك في حجابو و ارضى احكام من تهواه و طيعو و كون عبد ملازم فالباب من ذاق طعام الحب و اشرابو و اسطاب لذتو و نشوتو و سرى في مهجتو و سكر حتى غاب شمسو شرقات و غبات غيهابو و ادعاه للغرام و طاعة المليح بالصواب و حسن الأداب و عليه الزين يجود بكوابو سعدات من اعطف لو محبوبو بالوصال رأفة من غير عتاب واشفق و ارفق من حال تعذابو و بثوب الرضا غطاه الباهي و لا غلق لو في وجهو باب و اشفى فالزين و مّرح اهذابو و كملت فرحتو و سرورو و قليب مالكو بعد القسو رطاب سوَّل عن بحر الحب ركابو هما يخبروك بانعاتو تدري اعجايبو و انواعو لغراب وقفوا رياس في ساحل رحابو كدّار لجتو و هديرو مواج بالهراج تشيب لغراب دخلوه أطفال فحينهم شابو مفقود داخلو و الخارج مولود كيف قالوا من غير عتاب و ثلاثة فيه شروط مذهابو الصبر مركبو و الصدق رياحو و بيه تغدى للخير اسباب مقذاف الصمت يسلك ربابو هاذو على جمل يُركب بحر الحب يا الفاهم صيغ للخطاب زَكّي لمليح و شرف حبابو و اخدم بالصفا و النية و الصدق صاحبو مقصودو ما خاب و اللايم لاش عليك تعتابو ما ضُرّْ ما شكى ما اشتْفى ما شاف ما عشَق ما رشكوه هذاب ما لسعو قوس هوى بنشابو ما ذاق ما كوى ما جرب بهجة الهوى و الزين السلاب يعذر العشيق فحالة شغابو من تاه بالغرام و قاساه و كابد السهر ما طال الغيهاب و دعاه البين و شيب شبابو و صبر لليعتو و خفاها فدواخل الحشا و رضى بالمكتاب راعي المقام و لازم اركابو و اعنل شهوتو و اغراضو و اتبع منهجو ترجع من لحباب بالدلع سجد و الجيل بصوابو وللمليح يا عاشق هيب الروح و العقل و الفقد و لحساب تفرح للقاك اهلو و حجابوا إلى رضى عليك المحبوب أعاشق البها يترفع لحجاب ارقص و ازها و اطرب بخطابو ساعة على الرضا تكفي للمغروم لو يدوَّزْ فالهجر احقاب ينسى تعبو و محان تغرابو و يعود خاطرو متسلي و يريع ساكنو من بعد التشغاب وصفان بدور الزين ما خابو حاشى يخيب من لهم كان غلام كان من صغرو حتى شاب لو كان وضيع تحقيق مرتابو فالحين يرتفع مقدارو عسى إلى عمل ما فسماه سحاب و اكمل و ادْرى توصاف تهذابو بشمايل الزهو متولع ذُوقي فلاسفي قاري كل حراب حاضي لمقال و منطق جوابو دينار سلطني متصفي من خالص التبر ذهبو ذا التذهاب الدر قليل موجود كتّابو مختوم بالعفو و الرحمة و السر و الستر من كون الوهاب

هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي مجموعة من النصائح والحكم موجهة للعاشق، تعلمه كيفية التعامل مع الحب وأهواله، وتدعوه إلى الصبر والصدق وكتمان السر، وتصف له حال العاشق الحقيقي، وتبشره بثمرة هذا الصبر وهو الوصال.

المقدمة: وصية للعاشق

يبدأ الشاعر بمخاطبة العاشق مباشرة: "أ عاشق صون اهواك في حجابو"، أي يا أيها العاشق، احفظ حبك في السر. وينصحه بأن يرضى بأحكام محبوبه ويطيعه ويكون ملازماً لبابه. فمن ذاق حلاوة الحب وسكر به، تشرق عليه شمس الوصال ويجود عليه الحبيب بكؤوسه.

بحر الحب وشروطه

يشبه الشاعر الحب بالبحر العميق الهائج الذي لا يستطيع عبوره إلا الخبراء. يصفه بأنه بحر يدخله الإنسان طفلاً فيخرج منه شيخاً، وأن من يدخله يُفقد ومن يخرج منه يولد من جديد. ثم يحدد شروط عبور هذا البحر، وهي ثلاثة: الصبر هو المركب، والصدق هو الرياح، والصمت هو المجداف. هذه هي الأدوات التي يجب على العاشق أن يتسلح بها.

لوم اللائمين وحال العاشق الحقيقي

ينتقل الشاعر إلى الحديث عن اللائمين، فيقول للعاشق: لا تلتفت إليهم، فهم لم يجربوا الحب ولم يذوقوا مرارته، لذلك لا يستطيعون أن يعذروك. ثم يصف حال العاشق الحقيقي الذي يعاني من السهر والفراق ولوعة الهوى، لكنه يصبر ويخفي ألمه ويرضى بقضاء الله.

ثمرة الصبر: الوصال

يبشر الشاعر العاشق الصابر بأن جزاءه هو الوصال. فعندما يرضى عنه المحبوب، يُرفع الحجاب، وتتحقق الفرحة، وينسى العاشق كل آلامه ومعاناته. فساعة واحدة من الرضا والوصال تكفيه عن سنوات من الهجر.

الخاتمة: الفخر الشعري

يختم الشاعر قصيدته بالفخر، فيصف نفسه بأنه خبير في هذا الفن، وشعره كالذهب الخالص والدر النفيس، وهو مختوم بالعفو والرحمة والسر من الله الوهاب.

• صون: احفظ، صُن.
• اهواك: حبك.
• حجابو: حجابه، في السر.
• اسطاب: طاب له واستلذه.
• مهجتو: روحه.
• غيهابو: ظلامه.
• بكوابو: بكؤوسه.
• مّرح اهذابو: استمتع بجمال رموشه.
• رياس: قادة السفن.
• رحابو: شواطئه الواسعة.
• كدّار: عكر، هائج.
• لجتو: عمقه.
• مقذاف: مجداف.
• ربابو: قائد السفينة.
• زَكّي: امدح.
• رشكوه هذاب: أصابته الرموش (نظرات العيون).
• شغابو: همه وعذابه.
• البين: الفراق.
• ليعتو: لوعته.
• المكتاب: القدر المكتوب.
• الجيل: القلب.
• احقاب: سنوات طويلة.
• التشغاب: الهم والاضطراب.
• مرتابو: شكه.
• تهذابو: جماله وأدبه.
• ذُوقي: صاحب ذوق رفيع.
• فلاسفي: فيلسوف.
• حراب: جمع حربة، وهي الرمح، وهنا بمعنى خبير بالحروب الشعرية.