قصيدة غثيثك ليل للشاعر عزالدين حسان بن بناني مع الشرح المفصل

غثيثك ليل ظلامو حالك و جبينك ڨمرة نص شهر نخلة تناغي لا من طالك عراجينك دڨلة و بسر و الرّڨبة شراد مسالك أحو و أحجل و أغر ما بين نهودك و غلالك طاب المتغينن و ثمر نا أدتني نغمة خلخالك مريض و زاد عليا الحَر بجاه العشرة دزي سوالك مستني جوابك عندي شهر مع الزاجل أبعث مرسالك حتى مع موجة لبحر

تعتبر هذه القصيدة القصيرة للشاعر عزالدين حسان بن بناني قطعة فنية مكثفة من شعر الغزل، تجسد ببراعة حالة الوله والانتظار التي يعيشها الشاعر. تتميز القصيدة بصورها الشعرية المستمدة من البيئة الصحراوية والطبيعية، ولغتها العذبة التي تعبر عن عمق مشاعر الشوق.

الفكرة العامة: وصف الجمال المستحيل ورجاء الوصال

تدور القصيدة حول محورين رئيسيين: الأول هو الوصف البديع لجمال الحبيبة، الذي يجعله الشاعر بعيد المنال كالنخلة العالية التي لا أحد يطال ثمارها. والمحور الثاني هو حالة الشاعر المريض بحبها، والذي ينتظر بفارغ الصبر أي جواب أو رسالة منها تطفئ نار شوقه.

تحليل الصور الشعرية:

• تضاد النور والظلام: يبدأ الشاعر بوصف شعرها الأسود الداكن ("غثيثك ليل") في مقابل جبينها المضيء كالقمر ("جبينك ڨمرة")، وهو تضاد كلاسيكي في الشعر الغزلي يبرز جمال كل منهما.
• صورة النخلة المنيعة: تشبيه الحبيبة بالنخلة العالية التي لا أحد يستطيع الوصول إلى عراجينها ("لا من طالك") هي صورة قوية تعبر عن رفعة مكانتها وصعوبة الوصول إليها.
• وصف تفاصيل الجمال: ينتقل الشاعر إلى وصف تفاصيل دقيقة مثل الرقبة التي يشبهها بالغزال الأصيل ("شراد")، ومنطقة الصدر التي يصف نضج جمالها بنضج الثمار ("طاب المتغينن وثمر").
• الانتظار اليائس: يختم الشاعر قصيدته بالتعبير عن يأسه وشوقه، فهو ينتظر جوابها منذ شهر، ومستعد لاستقبال رسالتها عبر أي وسيلة ممكنة، سواء كانت حمامة زاجلة أو حتى موجة بحر، مما يعكس شدة لهفته.